عصيد: لم يعدْ هناكَ تنظيم سياسي بالمغرب يجاهرُ برفضِ الأمازيغيَّة
:: الاخبار
صفحة 1 من اصل 1
عصيد: لم يعدْ هناكَ تنظيم سياسي بالمغرب يجاهرُ برفضِ الأمازيغيَّة
فيس وورد
السبت 05 يناير 2013
قالَ الناشطُ الحقوقيُّ والباحث الأمازيغيُّ، أحمد عصيد، إنَّ ترسيمَ الاحتفالِ برأس السنة الأمازيغيَّة من المطالب القديمة التي لم تنتظر معها الحركة الأمازيغية أن يحصُلَ الاعترافُ الرسميُّ، وانطلقت منذُ عقودٍ في الاحتفال، بصورة نجحت معها في التنبيه إلَى أهميتهَا على مستوَى المدن المغربية بعدما كانَ الاحتفال حكراً على البوادِي، كما استطاعت الجمعيات الأمازيغية حسب عصيد، أن تقنعَ العديد من المجالس البلديَّة بالانضمام إليها، على نحوٍ أعطى مواقفها قوة أكبر، استقطبَ معهُ الاحتفال بالسنة الأمازيغيّة آلاف المواطنين بالمغرب.
ورأَى عصيد، في تصريحٍ لهسبريس، أنَّ ترسيم الأمازيغية في دستور الفاتح من يوليوز وإقرار البعد الأمازيغيِّ للهوية المغربيَّة خطوةٌ كبيرة في اِتجاه ترسيم رأس السنة الأمازيغيَّة واعتباره يومَ عطلة، مضيفاً أنَّ ما ينتظرهُ الجميع اليوم هوَ قيامُ الحكومة بوضع قانون تنظيميِّ للغة الأمازيغية يحددُ كيفيَّة إدراجهَا في كل القطاعات العامَّة، تحديداً لعناصرُ الثقافة الأمازيغيَّة المرتبطةً بالمؤسسات، والمعبر عنهَا في قراراتٍ وقوانين رسمية تعبدُ الطريقَ أمامَ الاعتراف بكل الرموز الثقافية والهوياتية، التي ستنتقل بموجب التنزيل من الهامش إلى المركز.
وبشأن القيمة المضافة التي سيحملها اعتبار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، أكد عصيد أنَّ ذلكَ سيربطُ المغاربةَ بهويتهم الأصلية، ويعرفهم بمقومات الثقافة المغربية العريقة، من أجل إعادة الاعتبار لعددٍ كبير من المعلومات والمعارف والشخصيات التاريخيَّة والرموز وكذا التقاليد. مشيراً إلَى أنَّ المرصد الأمازيغيَّ للحقوق والحريات نظمَ خلال السنة الفائتة 12 لقاءً مع هيئات مدنية وحزبية، خرجَ منها بخلاصة تركيبية لمجموع المرتكزات والمنطلقات والمجالات التي ينبغي أنْ تدرجَ فيهَا الأمازيغيَّة.
وأردفَ عصيد في سياقِ حديثه عن الجهات التي لا تزالُ حجرَ عثرة أمام النهوض بالأمازيغيَّة، أنهُ لم يعدْ هناكَ تنظيمٌ سياسيٌ أو مدنيٌّ يجاهرُ اليوم برفضه لمكتسباتِ اللغة الأمازيغية، أو يسعَى علناً إلَـى عرقلةِ تفعيل طابعها الرسميِّ، رغمَ تسجيل الجسم الأمازيغي غير ما مرة تعبير بعض الشخصيات منها ما يوجدُ في أحزاب سياسية كحزب الاستقلال وفي العدالة والتنمية، عن مواقف سلبية تجاهَ الأمازيغية، علاوةً على مواقف بعض الجمعيات المدافعة عن اللغة العربية. بيدَ أنَّ الجوهريَّ حسبَ عصيد، هوَ كون المواقف الرسميَّة للتنظيمات الحزبيَّة والمدنية تحترمُ جميعها الدستور وتعبرُ عن مواقف إيجابية، أمَّا المواقفُ السلبيَة لدَى بعض الأفراد فتجدُ تفسيرَهَا في التصلبِ الإيديلوجي الذي جعلهم يتخلفونَ عن مواكبة التحولات.
وفي قراءَتهِ لإعلان المدن الناطقة بالأمازيغيَّة في ليبيَا رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، أوضحَ عصيد أنَّ مختلف المناطق الأمازيغيَّة في ليبيَا تسيرُ في اللحظة الراهنة شؤونها بنفسها في غياب الدولة والدستور، وهيَ مناطق مسلحة بشكلٍ كبير يؤثرُ على موازين القوى والنقاش السياسي الدائر حولَ المستقبل القريب. وأمازيغُ جبل نفوسة مثلاً وزوارة يقومونَ منذُ سقوطِ نظامِ القذافي بضبط منطقتهم وتسييرهَا في تنسيقٍ جزئي مع الحكومة والبرلمان المؤقتين.
واستطردَ الباحثُ الأمازيغي قائلاً إنَّ عدمَ الاعترافِ بالأمازيغيَّة في الدستور الانتقالي المؤقت، نجمَ عنهُ غيابُ ثقة لدَى الأمازيغ في الفاعلين السياسيين، سواء تعلق الأمرُ بالمجلس الانتقالي السابق، أو الحكومة والبرلمان الحاليين. ودفعَ المناطق الأمازيغيَّة إلى ممارسة ضغط أكبر لفرض الأمر في مجالِ حكمها أو تسييرها المحلي، حيثُ أقرت مناطقُ جبل نفوسة تعليمَ اللغة الأمازيغيَّة ابتداءً من الموسم الدراسي الحالي، كمَا أحدثتْ كتاباً مدرسيا نشرَ في المدارس، وشرعت المناطق المذكورة في استعمال الأمازيغيَّة دونَ انتظار الدستور القادم أو هياكل الدولة التي لم تتضح بعد. وفي هذا الإطار يأتي ترسيم الاحتفال بالسنة الامازيغية وفقَ عصيد، مدخلا من مداخل الضغط الاستراتيجي لجعل الخصوم السياسيين يقبلونَ بالتخلي عن إيديولوجيا القومية العربية للنظام السابق.
وأشارَ عصيد في معرضِ حديثه لهسبريس، إلَى أنَّ خصومَ الأمازيغيَّة اليوم في ليبيَا؛ هم من أطر الدولة الذين تأثرُوا بإيديلوجيَا القذافي المتطرفة بعدَ 42 عاماً من الاستبداد، زيادةً على الإخوان المسلمينَ الذين يجدونَ صعوبةً في قبول التعددية، والحركات السلفية المتشددة التي ترَى في الأمازيغيَّة عاملاً مناوئاً لمشروعهم السياسي بسببِ اعتناقِ الأمازيغ للمذهب الإباضي.
:: الاخبار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى